“إعلان أستانا”.. توكاييف يكشف عن رؤيته الاستراتيجية لمستقبل منظمة شنغهاي

أستانا – اعتمد قادة الدول الأعضاء خلال القمة الـ 24 لمنظمة شنغهاي للتعاون “إعلان أستانا” الذي شدد على التزام المنظمة ببناء نظام عالمي أكثر تمثيلا وديمقراطية وإنصافا ومتعدد الأقطاب، موضحا أن التعاون داخل المنظمة يمكن أن يشكل أساسا لبنية أمنية متساوية وغير قابلة للتجزئة في أوراسيا، فيما صدرت دعوة أممية لحل الصراعات العالمية ومواجهة تهديدات المناخ والذكاء الاصطناعي.

كما تمت الموافقة على برنامج تعاون لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف للأعوام 2025 – 2027، واستراتيجية منظمة شنغهاي للتعاون لمكافحة المخدرات للأعوام 2024 – 2029 وبرنامج العمل لتنفيذها، بالإضافة إلى استراتيجية تطوير التعاون في مجال الطاقة حتى عام 2030، وخطة العمل لتنفيذ استراتيجية التنمية الاقتصادية للمنظمة حتى عام 2030، وآليات الدعم المالي لأنشطتها.

كما وافق رؤساء الدول الأعضاء على خارطة الطريق بشأن تعزيز التفاعل بين الدول الأعضاء وشركاء الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون، فيما أكد الإعلان على أهمية تعزيز دور منظمة شانغهاي للتعاون في السلام والأمن والاستقرار العالمي، ودعا إلى إقامة “نظام دولي جديد عادل وديمقراطي.

وشدد الإعلان على مبادئ السلامة الإقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية (للدول الأعضاء) وعدم استخدام القوة باعتبارها ضرورية للعلاقات الدولية المستدامة، وأكد على “التزام الدول الأعضاء بالتسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار والتشاور.

كما شدد على ضرورة احترام حق أعضاء المنظمة في اختيار مسارات التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية بشكل مستقل، وأشار إلى قرار الدول الأعضاء لتعزيز إمكانات المجموعة ونفوذها الدولي.

وخلال القمة، تم قبول بيلاروسيا “عضوا كاملا” في المجموعة، لتصبح بذلك العضو العاشر في المنظمة إضافة إلى الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان الهند وباكستان وإيران، فيما تسلمت الصين الرئاسة الدورية للمجموعة من كازاخستان.

ومن جانبه كشف الرئيس الكازاخي قاسم جومات توكاييف عن رؤيته وتوجهاته الاستراتيجية الحاسمة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وقال خلال كلمته في القمة: “أن منظمة شانغهاي للتعاون أصبحت آلية فعالة للعلاقات بين الدول، تعمل على أساس روح شانغهاي للصداقة وحسن الجوار والمساواة والدعم المتبادل”.

وسلط الضوء على أهمية منظمة شانغهاي للتعاون والحدث، وقال: “يعيش أكثر من ثلاث مليارات شخص في مساحة منظمة شنغهاي للتعاون، وتضم المنظمة أكبر وأسرع الاقتصادات نمواً في العالم، حيث تمثل ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهذا يوضح بشكل قاطع الإمكانات الهائلة والدور العالمي لمنظمتنا”.

 

تعزيز الثقة والتعاون الأمني

وفي ظل التحديات العالمية الحالية، أكد توكاييف على حاجة منظمة شانغهاي للتعاون إلى تعزيز دورها في تحقيق الاستقرار لمواجهة تآكل القانون الدولي، ومنع التوترات الجيوسياسية، وفي نهاية المطاف تعزيز السلام والأمن على نطاق عالمي.

وأكد أن المنظمة لديها فرص استثنائية للعمل كضامن للسلام والأمن في جميع أنحاء القارة الأوراسية. وفي هذا الصدد، حظيت مبادرة كازاخستان بشأن الوحدة العالمية من أجل السلام العادل والوئام والتنمية بدعم بالإجماع من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.

واقترح توكاييف تطوير اتفاق بشأن تدابير بناء الثقة في المجال العسكري، وخاصة لمكافحة “قوى الشر الثلاث” ــ الإرهاب، والانفصالية، والتطرف. كما أكد على أهمية تعزيز الأمن السيبراني من خلال إنشاء آلية للتبادل المستمر للمعلومات وأفضل الممارسات لضمان استقرار البنية التحتية المعلوماتية لدول منظمة شنغهاي للتعاون. وتتوافق خطة التفاعل بشأن أمن المعلومات الدولي التي تم اعتمادها في القمة مع هذه الأهداف.

 

 توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية

وشدد توكاييف على أهمية تطوير أنظمة خاصة للضرائب والجمارك والهجرة لتعزيز النمو الاقتصادي، وقال:”نقترح إنشاء آلية للدعم المالي لأنشطة المشروع على أساس مركز أستانا المالي الدولي (AIFC). وتعمل الصين وروسيا والهند وأوزبكستان وجمهورية قيرغيزستان بنشاط بالفعل على هذا الموقع، وبشكل عام، فإن 20% من المقيمين في مركز AIFC هم شركات من دول المنظمة.

 

تعزيز ربط وسائل النقل

وشدد توكاييف على أهمية التآزر بين مبادرة الحزام والطريق الصينية وطريق النقل الدولي عبر قزوين والممرات العابرة لأوراسيا في الاتجاه بين الشمال والجنوب، بما في ذلك طريق آسيا الوسطى وجنوب آسيا. ودعا إلى اتخاذ إجراءات عملية لإنشاء شبكة شراكة من الموانئ الاستراتيجية والمراكز اللوجستية داخل منظمة شانغهاي للتعاون.

 

رئاسة كازاخستان

وقد اقترحت كازاخستان، باعتبارها الرئيس الحالي لمنظمة شنغهاي للتعاون، تدابير متوازنة لتحويل المنظمة إلى آلية تعاون متعددة الأطراف أكثر فعالية. ويشمل ذلك تعزيز دور أمانة منظمة شنغهاي للتعاون والأمين العام.

كما ركزت الرئاسة الكازاخستانية على تعزيز العلاقات الثقافية والإنسانية. وتشمل المشاريع الرئيسية الملاذات الروحية لمنظمة شنغهاي للتعاون والمهرجان الدولي الأول للموسيقى، طريق الحرير لمنظمة شنغهاي للتعاون. كما تم تحديد عشر مناطق سياحية لتنفيذ مشاريع مشتركة، واختيار ألماتي كعاصمة ثقافية وسياحية لمنظمة شنغهاي للتعاون.

وفي الوقت نفسه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضرورة الملحة لحل الصراعات العالمية والتعامل مع التهديدات الوجودية مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي. وشدد في كلمته خلال القمة، على ضرورة تحقيق السلام بوصفه شرطا أساسيا للتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.

وأشار الأمين العام إلى الصراعات المستمرة في مختلف أنحاء العالم، بما فيها الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان ومنطقة الساحل وغيرها، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار والسلام الدائم.

وسلط الضوء على الانقسامات الجيوسياسية وما أسماه بـ “وباء الإفلات من العقاب” الذي قال إنه يؤدي إلى تفاقم عدم الثقة في الحوكمة العالمية وجهود التنمية المستدامة. وشدد على أهمية تعددية الأطراف، محذرا من تراجع الثقة في التعاون الدولي بسبب عدم الوفاء بالوعود وعدم المساواة.

وعلى صعيد المناخ، وصف غوتيريش عام 2023 بأنه العام الأكثر سخونة على الإطلاق، محذرا من مستقبل يتسم بتأثيرات مناخية أكثر شدة. ودعا إلى اتخاذ تدابير عاجلة وطموحة للتخفيف من تغير المناخ، وحذر من أن التطور السريع للذكاء الاصطناعي وقال: “إنه يتجاوز الأطر التنظيمية، مما قد يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة العالمية وتقويض حقوق الإنسان”.

 

———————XX——————————–

LEAVE A REPLY