مسؤولون: “مكتبات الشارقة” استثمار معرفي يعزز قوة الكتب في تشكيل مجتمعات واعية
بمناسبة “شهر القراءة”
عبد الله بن ماجد القاسمي: مئوية مكتبات الشارقة تعكس التزام الإمارة العميق بالثقافة والمعرفة
أحمد العامري: الشارقة وضعت الكتاب والمكتبات مرجعية حضارية لبناء مجتمع واعٍ ومبدع يعزز مكانتها كعاصمة للمعرفة والثقافة
عبد العزيز المسلم: مكتبات الشارقة أحد أهم أركان النهضة الثقافية والمعرفية التي ميزت الإمارة على مدار عقود
امحمد صافي المستغانمي: نواة نهضة حضارية أضاءت أنوارها العالم حاملة راية الثقافة العربية
مروة العقروبي: المكتبات إرث ثقافي شكّل أساساً لمشروع ثقافي عزّز مكانة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب
راشد الكوس: مئة عام أسهمت في ترسيخ الأدب والمعرفة جزءاً لا يتجزأ من نسيج مجتمع الشارقة
تود لورسن: إنجاز يؤكد قوة الكتب في تشكيل مجتمعات واعية وقادرة على استشراف المستقبل
علي أحمد الحوسني: استثمار في الفكر والإبداع وملهم لرواد المستقبل في مجالات العلم والأدب
الشارقة، 12 مارس 2025
أكد عدد من رؤساء ومديري مؤسسات ثقافية وتراثية أن مكتبات الشارقة تمثل أحد أهم أركان النهضة الثقافية والمعرفية التي ميزت الإمارة على مدار عقود، حيث شكّلت المكتبات نواة لنهضة علمية وحضارية حملت راية الثقافة العربية إلى العالم، وأسهمت في ترسيخ الأدب والمعرفة كجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع. كما اعتبروا أن مرور مئة عام على تأسيس مكتبات الشارقة يلهم أجيال المستقبل في مجالات العلم والأدب، ويعزز مكانة الإمارة كمركز ثقافي عالمي للمعرفة، ويؤكد قوة الكتب في تشكيل مجتمعات واعية قادرة على استشراف المستقبل.
وواكبت المؤسسات الثقافية في الشارقة احتفالات الإمارات بشهر القراءة الوطني، الذي يتزامن هذا العام مع مرور قرن على تأسيس مكتبات الشارقة، من خلال برامج ومبادرات تسلط الضوء على دور المكتبات كركيزة أساسية في تعزيز النهضة الثقافية والمعرفية للإمارة. وأكد المسؤولون أن هذا الإرث الثقافي العريق شكّل أساساً لمشروع ثقافي متكامل عزّز مكانة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، بما يعكس رؤية الإمارة في الاستثمار بالمعرفة كقوة دافعة نحو التنمية والابتكار.
منارة للثقافة والعلم
وحول الإسهام في احتفالات هذا العام بمرور قرن على تأسيس المكتبات، صرح سعادة الشيخ عبد الله بن ماجد القاسمي، رئيس نادي الشارقة للفروسية والسباق، قائلاً: “نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه المستمر ورؤيته الحكيمة التي ساهمت في جعل الشارقة منارة للثقافة والعلم. ويسرنا في نادي الشارقة للفروسية أن نكون جزءاً من احتفال مئوية مكتبات الشارقة العامة، هذه المناسبة التي تعكس التزام الإمارة العميق بالثقافة والمعرفة. ونحن فخورون بعرض خيول صاحب السمو حاكم الشارقة وركوب الخيل وعرض الخيول العربية الأصيلة، التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من تراثنا الغني. إن هذه المشاركة ليست فقط فرصة للاحتفاء بالماضي، بل أيضاً لتأكيد التزامنا بالمستقبل من خلال دعم الأنشطة الثقافية والتعليمية التي تساهم في رقي المجتمع ورفع مستوى الوعي الثقافي”.
أبرز عواصم المعرفة والثقافة في المنطقة والعالم
بدوره، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: “بمناسبة شهر القراءة الوطني، الذي يتزامن هذا العام مع مرور مئة عام على تأسيس مكتبات الشارقة، نتوقف عند هذه المناسبة التاريخية لنستذكر الدور المحوري الذي لعبته المكتبات في إرساء نهضة ثقافية ومعرفية ساهمت في رفع مكانة الشارقة كواحدة من أبرز عواصم المعرفة والثقافة في المنطقة والعالم، فقد وضعت رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الكتاب والمكتبات مرجعية حضارية لبناء مجتمع واعٍ ومبدع، قادر على تحقيق تطلعات وطموحات بلاده التنموية”.وأضاف: “إن دعم وقيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، كان لهما الأثر البالغ في تحويل جهود الشارقة الثقافية، وعلى رأسها جهود المكتبات، إلى رؤية استراتيجية تتجاوز أدوارها التقليدية وحدودها المحلية، حيث تعمل الهيئة على تعزيز مكانة المكتبات كركائز أساسية لتعزيز الحوار والتواصل بين دول وثقافات العالم، وجسور تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، لتكون بذلك مساهماً فاعلاً في النهوض براهن المجتمعات، وتحفيز الأجيال القادمة على استشراف المستقبل بآفاق جديدة وثقة راسخة”.
جهود حثيثة لصون التراث وتعزيز الهوية
قال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: “بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يقوم معهد الشارقة للتراث بجهود حثيثة لصون التراث وتعزيز الهوية. فقد كان لمعهد الشارقة للتراث دور رئيس في الاحتفاء بمئوية مكتبات الشارقة، حيث تبرز المكتبات باعتبارها أحد أهم أركان النهضة الثقافية والمعرفية التي ميزت الإمارة على مدار العقود الماضية”.
وأضاف: “في هذا السياق، قام المعهد، بناءً على توجيهات ومتابعة صاحب السمو الحاكم، بإعادة تأهيل مكتبة الحصن، التي تُعد الأولى من نوعها في الإمارات، ويعد تأهيلها أحد إنجازات المعهد ضمن مئوية مكتبات الشارقة. كما يمثل البيت الغربي أحد أهم البيوت الشارقية معمارياً وتاريخياً، إذ كان سكن الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ويروي تاريخ مرحلة مهمة من ذاكرة الشارقة، حيث كان شاهداً على تطور الإمارة ومرتبطاً بشخصية بارزة”.
نواة نهضة حضارية
بدوره، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة: “يحضر شهر القراءة الوطني هذا العام، وقد اكتسى بألق الذكرى المئوية لمكتبات الشارقة، التي أرسى دعائمها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي قبل قرن من الزمان، فكانت نواة نهضة علمية وحضارية، ترسخت أركانها وسطعت أنوارها إلى آفاق العالم، حاملة راية الثقافة العربية إلى كل ركن قصيّ، مستنيرة برؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من الكتاب موئلاً للرقي في معارج الحضارة، ومفتاحاً لمنافسة الأمم في ساحات الفكر والعلم”.
وأضاف: “ما مجمع اللغة العربية بالشارقة إلا إحدى ثمار هذا المشروع الحضاري الرائد، الذي يرى الكتاب عماد نهضة الأمم وتحضرها، ويسعى إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية، ونشر بهائها وسحرها بين شعوب الأرض قاطبة، ليعود لها سؤددها الأول، وحضورها الذي دان له الأولون”.
المعرفة خير ميراث تتوارثه الأجيال
من جهتها، قالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة بالشارقة: “يأتي الاحتفال بشهر القراءة الوطني ليعزز من جهود إمارة الشارقة في ترسيخ ثقافة الكتاب وحب المعرفة، ويشكّل حافزاً للتوسع في المبادرات الرامية إلى غرس حب القراءة في نفوس المواطنين والمقيمين والزوار، وترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كوجهة للمبدعين، من الناشرين والرسامين والمؤلفين وجميع العاملين في الصناعات الإبداعية والمجالات الثقافية”.
وأضافت: “لقد أكرمنا الله بقيادة حكيمة تضع الاستثمار بالإنسان وبنائه معرفياً وفكرياً في مقدمة أولوياتها، وتُنشىء العديد من الصروح الثقافية والاجتماعية التي تسهم في بناء مجتمع قارئ، قادر على قيادة مسيرة التنمية، وندعو الأطفال واليافعين والشباب إلى الاستفادة من هذه الصروح كما فعل آباؤهم وأجدادهم؛ فالمعرفة هي خير ميراث نتوارثه عبر الأجيال، وأكبر مسؤولية نواصل حملها لضمان أن يظل الكتاب رفيقاً دائماً في مسيرة التقدم والنهضة الإماراتية”.
مسيرة ثقافية عريقة
وحول احتفاء الإمارات بشهر القراءة الوطني بالتزامن مع مئوية مكتبات الشارقة، أكّد راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، أهمية الدور الثقافي الرائد لمكتبات الشارقة، مشيراً إلى أن هذا الحدث يعكس المسيرة الثقافية العريقة لإمارة الشارقة، ويشكّل منصّة مهمة لتسليط الضوء على نجاح الإمارة في ترسيخ الأدب والمعرفة جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع.
وأضاف الكوس أن هذه المناسبة تمثّل أيضاً فرصة لتبادل الأفكار والرؤى، ومناقشة السُّبل الكفيلة بتعزيز الجذور الأدبية لدى الأفراد في سن مبكرة، وضمان جعل الأجيال المقبلة قارئة وواعية كي تساهم في استمرارية النهضة الثقافية التي تتميّز بها الإمارة، مؤكداً أن مكتبات الشارقة ستبقى منارات للمعرفة والثقافة والإبداع.
أساس التفكير ومحفز الإبداع
من ناحيته، قال الدكتور تود لورسن، مدير الجامعة الأميركية في الشارقة: “تعكس مئوية مكتبات الشارقة العامة التزام الإمارة العميق بالمعرفة والثقافة والنمو الفكري، وهي قيم تشكل جوهر رسالتنا في الجامعة الأميركية في الشارقة. تشكل القراءة الأساس الذي يقوم عليه التفكير النقدي، فهي تحفّز الابتكار، وتدعم التعلم مدى الحياة. كما تلعب المكتبات دوراً محورياً في تعزيز حب الاطلاع الفكري، وتشجيع الحوار، ودفع عجلة التقدم داخل المجتمعات. ويجسد هذا الإنجاز التاريخي قوة الكتب الخالدة والتأثير التحويلي للقراءة في تشكيل مجتمعات واعية ومتفاعلة وقادرة على استشراف المستقبل”.
محركات للتفكير والإبداع
بدوره، قال علي أحمد الحوسني، مدير عام هيئة الشارقة للتعليم الخاص: “إن مشاركة طلاب المدارس الخاصة في إمارة الشارقة في احتفالية مئوية مكتبات الشارقة العامة تعكس رؤيتنا في ترسيخ ثقافة القراءة والمعرفة وجعلها جزءاً أساسياً من تكوين الأجيال الناشئة. فهذا الحدث التاريخي لا يمثل مجرد احتفال بمرور مئة عام على تأسيس المكتبات، بل هو تجديد للعهد بمواصلة الاستثمار في الفكر والإبداع، وإلهام الطلاب ليكونوا رواد المستقبل في مجالات العلم والأدب والثقافة والقيم والتراث. نحن في هيئة الشارقة للتعليم الخاص نؤمن بأن المكتبات ليست مجرد فضاءات للقراءة، بل هي محركات للتفكير والابتكار، ومشاركتنا هي تأكيد على التزامنا بتعزيز دورها المحوري في العملية التعليمية، تماشياً مع رؤية الشارقة الثقافية والتنموية”.
-انتهى-