باحثتان يستعرضان مستقبل الكتابة وأخلاقيات الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي
الشارقة، 7 نوفمبر 2024
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43 التي انطلقت تحت شعار “هكذا نبدأ”، عُقدت ندوة بعنوان “مستقبل التأليف في ظل التطور التكنولوجي”، بمشاركة الباحثتين في مجال الذكاء الاصطناعي ريم تامر الدندشي وفاطمة علي حسن، حيث ناقشتا أبرز التحديات والفرص التي يواجهها مجال التأليف في عصر الذكاء الاصطناعي، وتناولا كيفية تطور عملية التأليف مع ظهور تقنيات متقدمة مثل ChatGPT، وأثر الذكاء الاصطناعي على الكتابة الأدبية.
الذكاء الاصطناعي جزء من حياتنا
استهلت ريم الدندشي التي تشغل منصب مساعد تنفيذي للبحث العلمي في جامعة الشارقة، حديثها بتسليط الضوء على الأهمية التي احتلتها برامج الذكاء الاصطناعي في حياتنا خلال السنوات الثلاث الماضية، وكيف أصبحت هذه البرامج جزءاً لا يتجزأ من حياتنا وروتين يومنا، حيث وجهت الدندشي سؤالاً للحضور عن كم شخصاً يستخدم الـChatGPT في يومه وأجاب معظم الحضور بالإيجاب. بعدها تطرقت الدندشي لطريقة عمل هذه البرامج، مسلطة الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه شركات جمع البيانات لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي، وضمان تقديم تجربة متكاملة للمستخدمين.
جوانب قانونية وأخلاقية
من جانبها أكدت فاطمة علي حسن، رائدة الأعمال والحاصلة على الماجستير في قانون الملكية الفكرية، على أهمية الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تقديم حلول مبتكرة لقطاع التأليف والإبداع. وتطرقتْ للحديث عن القضايا القانونية والأخلاقية التي يواجهها العديد من المبدعين، وأبرزها مسألة سرقة الأفكار وحقوق الملكية الفكرية، الذي غالباً ما يحدث بسبب الاستخدام غير المنظم أو غير المشروع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وشددت فاطمة على ضرورة وضع ضوابط قانونية صارمة وأطر أخلاقية واضحة تحمي حقوق المؤلفين والمبدعين، وتعزز من احترام الملكية الفكرية، لضمان أن لا يتعرض الإبداع البشري للتهديد أو التهميش.
تحديات ملحة
في ختام الندوة تم فتح باب النقاش مع الجمهور للحديث عن التحديات التي يرونها ملحة وتخص مجال التأليف والإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث عبر جمهور الندوة من الكتّاب والمبدعين عن قلقهم فيما يخص مسألة أصالة الأعمال وحمايتها من التقليد، فالتطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي جعل من السهولة إنشاء محتوى مكتوب يشبه أسلوب البشر تماماً، كذلك من التحديات التي تحدثوا عنها هي أن المبدعين صاروا اليوم يواجهون صعوبة في الموازنة بين الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاجهم وبين الحفاظ على لمستهم الإبداعية الخاصة، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى جمود العقل المبدع، وتآكل التفرد الفني.