مؤرخون وأدباء: الشخصية المغربية تعكس التنوع والانفتاح الثقافي معاً

خلال جلسة حوارية في “الشارقة الدولي للكتاب” 2024

الشارقة، 7 نوفمبر 2024

ضمن فعاليات احتفاء الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بالمغرب ضيف شرف، نظم المعرض جلسة حوارية بعنوان “الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث”، استضافت خلالها الباحثة رحمة بورقية، أستاذة علم الاجتماع في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والمؤرخ جامع بيضا، والروائي عبدالإله بن عرفة، وأدار الجلسة الباحث عمر حلي.

هوية غنية بالتنوع الثقافي

تناولت رحمة بورقية في مداخلتها تشكّل الشخصية المغربية كهوية جماعية راسخة تستمد عمقها من تنوع المجتمع وتعدد روافده الثقافية. وأوضحت أن الهوية المغربية تُعبّر عن تفاعل مكونات البلاد عبر التاريخ، مؤكدةً على دور الدستور المغربي في ترسيخ هذا الانصهار الثقافي. وأشارت إلى أن الثقافة المغربية تتضمن أبعاداً إسلامية متجذرة، مع انفتاح على التنوع الثقافي وقبول الاختلاف، وأن الهوية الوطنية تستمد عناصرها من التاريخ المشترك الذي يعكسه المجتمع المغربي في طقوسه وتقاليده ومعماره وأزيائه ومأكولاته.

العمق التاريخي للهوية المغربية

وتحدث جامع بيضا عن البُعد التاريخي للشخصية المغربية، موضحاً أن تاريخ المغرب يحتضن العديد من الآثار التي تبرز الأصول العريقة لهذه الهوية، بدءاً من الرسومات الصخرية إلى الحروف الأمازيغية القديمة “تيفيناغ”. وأشار إلى أن تفاعل الحضارات، مثل الفينيقية والرومانية والإسلامية، ترك بصماته على الشخصية المغربية التي صيغت عبر قرون من التفاعل بين الجغرافيا والتاريخ، ما أوجد هوية وطنية وروحاً مشتركة تجمع المغاربة.

الشخصية المغربية كبعد عالمي

أما عبدالإله بن عرفة، فتطرق إلى مفهوم الشخصية في الأدب وعلم النفس، موضحاً أن الشخصية المغربية تتجاوز الأبعاد المحلية إلى الكونية، خاصةً في علاقتها بالآخر وعبر تاريخها الثقافي العريق. وبيّن بن عرفة أن التاريخ الأدبي العربي يزخر بأعمال وثقت هذه العلاقة، مستشهداً بمخطوط “رسالة انتصار لأهل المغرب” كمثال على أقدم الوثائق التي تُظهر ملامح الشخصية المغربية.

-انتهى-

LEAVE A REPLY