كتّاب وأكاديميون: الأديب ليس مؤرخاً ومعيار الدراما العربية الجودة وليست الهوية
خلال ندوة ضمن “الشارقة الدولي للكتاب” 2024
الشارقة، 12 نوفمبر2024
كيف يمكن أن يرتقي العمل الفني بالتاريخ؟، إلى أي مدى نستطيع تقديم عمل فني يرضي الأديب والمؤرخ معاً؟، كيف ننهي القطيعة بين الجمهور العربي والدراما العربية؟، هل تستطيع اللهجات العامية النهوض بدور العربية الفصحى في الأعمال التاريخية؟
أسئلة عدة أثارتها جلسة (أصداء التاريخ القديم أدبيا)، والتي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، شارك فيها د. محمد عثمان الخشت الرئيس السابق لجامعة القاهرة، أستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمُعاصرة، وكاتب السيناريو والقاص الروائي عبد الرحيم كمال، وأدارها غيث الحوسني.
“تقتضي الأمانة أن يتم نقل التاريخ كما هو”، بهذه الكلمات انطلق عبد الرحيم كمال لتحديد أحد أهم معايير العمل الدرامي، مضيفاً: “للعمل التاريخي قواعد وشروط ولا يمكن للعمل الأدبي أن يكون عملاً تاريخياً وإن استوفى الكثير من الأسس العلمية، فقراءة روايات لنجيب محفوظ مثل الحرافيش، وأولاد حارتنا، تُكوِّن فكرة كبيرة عن مصر حتى لمن لم يزرها، فهي يمكن أن تعطيك صورة، لكنها لايمكن أن تعطيك تاريخاً، فالأديب هنا ليس مؤرخاً”.
وعن إمكانية إنهاء القطيعة بين الجمهور العربي والدراما، أكد عبد الرحيم كمال -مؤلف 14 مسلسلاً دراميا مثيراً بينها: شيخ العرب همام، ويونس ولد فضة، والحشاشين- “أن إنهاء القطيعة يوقف على ما يمكن تقديمه للجمهور العربي من الأعمال التي تلامس اهتماماته، فإن حصل عليها طرح كل اهتماماته الدرامية الأخرى غير العربية، فهو جمهور ذكي جدًا، وكأنه يقول للكاتب: إذا لم تعطني عملاً جميلاً، لن أعطيك تقييماً في المقابل، فالمسألة مسألة عمل جيد وتنتهي القطيعة، لأن معيار الدراما العربية الجودة وليست الهوية”
وعن مدى تقديم عمل فني متميز يمكن أن يرضي الكاتب والمؤرخ معاً، أجاب د. محمد عثمان الخشت بإمكانية ذلك، بقوله: “إذا تفَهَّم المؤرخ أن طبيعة العمل الدرامي هي غير طبيعة العمل العلمي الذي يتطلب معايير كثيرة، فللعمل الفني عالمه ورؤيته الخاصة، وهو يستأنس بالعمل العلمي، لكن لا يجب أن يلتزم بمعاييره، لأن العمل العلمي يخاطب العقل، والدرامي يخاطب المخيلة|.
وأضاف:” إن العقل يمكن أن يتعامل مع النص، لكن عندما يتحول النص إلى مشاهد بصرية، فهناك جسر لنقل النص من عالمه الحقيقي إلى العالم الدرامي البصري وهو بذلك يحتاج إلى أدوات كثيرة قد يخالف بعضها المؤرخ، لذلك لا أرى إشكالية في اختلاف المؤرخ والكاتب بشرط أن تكون هناك محصلة لا تختلف مع التاريخ، وكذلك لا مانع من دخول شخصيات وهمية مع حقيقية طالما أن رسالة العمل وصلت للجمهور بكل صورها”.