“الشارقة الدولي للكتاب” يرتقي بمهارات التحرير الأدبي للرواة الشباب
الشارقة، 16 نوفمبر 2024
ثلاثة محاضرات بتسعة محاور على مدى ثلاثة أيام، هي خلاصة (ورشة التحرير الأدبي) التي أقيمت في قاعة ملتقى الكتاب ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارها الكاتب أحمد عبد المجيد، استهدفت إثراء تجارب الرواة الشباب بمجموعة من المهارات اللغوية والأدبية والروائية لتطوير آفاق أعمالهم الروائية، وتعزز احترافية إنتاجهم الأدبي.
اللغة والسرد والحوار
تناولت المحاضرة الأولى ثلاثة محاور رئيسية: *الفكرة، السرد، والحوار*، حيث بدأت بالحديث عن الفكرة، وأبرز التحديات التي تواجه الأدباء الشباب، مثل التكرار، وافتقار الفكرة إلى الابتكار، أو التشابه مع أعمال أخرى. ثم انتقل النقاش إلى محور السرد، حيث أكد عبد المجيد على أهمية اللغة بوصفها العمود الفقري للسرد، واستعرض أخطاءً شائعة مثل غياب علامات الترقيم، والتكرار، والجمل الطويلة، والربط المبالغ فيه.
وفي محور الحوار، استعرض الكاتب المشكلات التي تواجه بناء الحوارات في الروايات، مثل الحوار المصطنع وتشابه أسلوب الشخصيات الحوارية، وقدّم حلولًا عملية لمعالجتها.
تمارين عملية لتعزيز القدرات الأدبية
شهدت الورشة مجموعة من التمارين التطبيقية التي تضمنت تحليل فقرات من روايات متنوعة، وإعادة تحريرها تحت إشراف عبد المجيد، حيث استهدفت هذه التمارين تعريف المشاركين بمواطن القوة والضعف في النصوص الأدبية، وإرشادهم إلى أسس صياغة نصوص متكاملة تخلو من العيوب.
الحبكة ومشكلاتها
وخصصت المحاضرة الثانية لموضوع “الحبكة”، وتناولت ثلاثة محاور: تعريف الحبكة وأهميتها، معالجة المشاهد الزائدة، والتعامل مع الثغرات السردية والصدف غير المنطقية. كما ناقش المحور الأخير دور الراوي ومشكلاته، مع تقديم رؤى لتحسين طريقة تقديمه في العمل الروائي.
الشخصيات والصراعات الداخلية
تختتم الورشة بالمحاضرة الثالثة التي ستركز على تطوير الشخصيات، وتتناول ثلاثة محاور: رسم الشخصيات بدقة لتجنب البهتان أو التناقض، واستعراض الصراعات الداخلية ومدى تأثيرها في إضفاء الواقعية، وتحليل الأهداف السردية وأهميتها في بناء التعاطف مع الشخصيات.
دعوة لتعزيز الثراء اللغوي
في ختام الورشة، دعا عبد المجيد المشاركين إلى تنمية قدراتهم اللغوية والأدبية من خلال قراءة أعمال أدبية لكتّاب عرب بارزين مثل نجيب محفوظ، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، بالإضافة إلى مؤلفات لغوية متخصصة لأعلام مثل أبي منصور الثعالبي وعلي الجارم. وأكد أن الثراء الأسلوبي واللغوي يعد مفتاح النجاح في صياغة نصوص روائية متميزة.