في إنجاز غير مسبوق، تمكنت “فينفاست” من بناء مصنع متطور في مدينة هاي فونج خلال 21 شهرًا، مما ساهم في تسريع انتقالها إلى إنتاج السيارات الكهربائية ومنافسة كبرى شركات صناعة السيارات.
في أكتوبر 2024، حققت فيتنام إنجازًا غير مسبوقة بتصدر علامتها التجارية المحلية للسيارات، “فينفاست”، قائمة المبيعات في البلاد خلال الأشهر العشرة الأولى من العام. وهو إنجاز استثنائي، لا سيما أنه تحقق بعد عامين فقط من تحول الشركة الجذري إلى إنتاج السيارات الكهربائية بالكامل. وبتجاوزها منافسيها التقليديين الذين يعتمدون على الوقود، لم تقتصر “فينفاست” على رسم مسار جديد لنفسها فحسب، بل ساهمت أيضًا في دفع صناعة السيارات الفيتنامية نحو آفاق جديدة.
جدير بالذكر أن مجمع “فينفاست” الصناعي المتطور في مدينة هاي فونج يُعد إنجاز هندسي استثنائي حقًا. حيث تمكنت الشركة من تحويل مساحة شاسعة من الأراضي غير المستصلحة إلى منشأة إنتاجية متكاملة في غضون 21 شهرًا فقط، وهو إنجاز يبرز الدقة الهندسية والتخطيط الاستراتيجي من الشركة. هذا الإنجاز الاستثنائي، الذي لاقى إشادة واسعة على الصعيد العالمي، يعكس قدرة “فينفاست” على التغلب على التحديات الهندسية واللوجستية المعقدة في فترة زمنية قياسية. وقد سلطت مجلة “تايم” الضوء على هذا الإنجاز اللافت، مشيرة إلى أن “فينفاست” تمكنت من استصلاح أراضٍ كانت مغمورة بمياه بحر الصين الجنوبي وتحويلها إلى مصنع للسيارات الكهربائية في غضون أقل من عامين.
وتطلب هذا التوسع الصناعي السريع تخطيطًا استراتيجيًا دقيقًا وتنفيذًا هندسيًا متقنًا. فقد قامت “فينفاست” بتخطيط كل مرحلة من مراحل المشروع بدقة متناهية، ابتداءً من اختيار التكنولوجيا المناسبة وتصميم المنشأة، وصولًا إلى استيراد وتركيب المعدات المتطورة. وقد أسفر هذا الجهد عن إنشاء مصنع حديث ومتكامل، يمثل نموذجًا يحتذى به في مجال الصناعة، وذلك في فترة زمنية قياسية. وقد وصف أحد كبار التنفيذيين في “Vingroup” هذا الإنجاز بأنه “إنجاز هندسي استثنائي”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مجمع هاي فونج الصناعي يُعدّ معجزة تكنولوجية حقيقية. حيث يضم المجمع ورش لصيانة الهياكل الخارجية، ورش الطلاء، خطوط تجميع، ومنطقة للطباعة الآلية بالكامل، مما يجسّد مبادئ الثورة الصناعية الرابعة. لكن ما يميز هذا المصنع هو اعتماده على تحليلات البيانات في الوقت الفعلي. حيث يتم توليد معلومات في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، ويتم تحليلها باستمرار لتحسين العمليات، والكشف عن المشكلات المحتملة، وتوجيه الابتكارات المستقبلية. وقد مكّن هذا النهج القائم على البيانات “فينفاست” من توسيع عملياتها على نحو سريع مع الحفاظ على تقديم أعلى معايير الجودة، وهو أحد أهم ركائز نجاح الشركة.
ونظراً لرغبتها في مواكبة التطورات التكنولوجية والطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، اتخذت “فينفاست” في عام 2022 قرارًا استراتيجيًا بالتحول الكامل إلى إنتاج السيارات الكهربائية. وبفضل التصميم المرن لمصنع هاي فونج، تمكنت الشركة من تحقيق هذا التحول بسلاسة وبدون أي تأثر على عمليات الإنتاج.
وبالنظر إلى الأرقام، فإن النتائج تظهر بوضوح مدى نجاح “فينفاست”. حيث إنه وفي غضون 7 سنوات فقط، تمكنت الشركة من طرح 7 طرازات من السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى الحافلات والدراجات البخارية والدراجات الهوائية الكهربائية. وعلاوة على ذلك، نجحت “فينفاست” في إنشاء شبكة شحن قوية تغطي جميع أنحاء فيتنام. وحتى أكتوبر 2024، كانت الشركة قد سلمت أكثر من 51 ألف سيارة كهربائية محليًا خلال الأشهر العشرة الأولى.
وبالإضافة إلى كونه إنجازًا للشركة، فإن هذا النجاح يعكس التزام فيتنام القوي بالتحول نحو التكنولوجيا الخضراء، وبالتالي أصبحت فيتنام من أوائل الدول التي تشهد صعودًا لشركة محلية للسيارات الكهربائية متفوقًا على منافسيها حول العالم.
وفي إطار سعيها لتوسيع نطاق تواجدها في منطقة الشرق الأوسط، أبرمت شركة فينفاست شراكات استراتيجية حصرية مع كبرى شركات وكلاء السيارات في المنطقة، بما في ذلك مجموعة الطاير للسيارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشركة المنا القابضة في قطر، وشركة بهوان للسيارات والتجارة في سلطنة عمان. تهدف هذه الشراكات إلى تعزيز حضور فينفاست في المنطقة، ودفع عجلة التحول نحو التنقل المستدام من خلال توفير حلول مبتكرة في مجال السيارات الكهربائية.
رغم أن “فينفاست” تطمح إلى التوسع في الأسواق العالمية، إلا أن مجمع هاي فونج لا يزال يشكل ركيزة أساسية لعملياتها. وهو ما يمثل رمزًا للإصرار والابتكار، ويوفر الأساس الذي تنطلق منه الشركة لتحقيق أهدافها، مما يدل على أن الرؤية الواضحة والتنفيذ الفعال يمكن أن يحققا إنجازات عظيمة.