مجلس الشارقة الرمضاني 2025 يجمع قادة القطاعات الحكومية والخاصة لاستشراف مستقبل القطاع الصناعي

برعاية وحضور الشيخة بدور القاسمي

بدور القاسمي: إن الابتكار والاستدامة والتعاون هي مفاتيح مستقبل الشارقة المرن

  • ينظمه كل من “شروق”، و”استثمر في الشارقة”، و”شراع”، و”الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار”

  • “استثمر في الشارقة” و”مجمع البحوث” يطلقان منصة “ابتكر في الشارقة” لتعزيز مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للبحث والتطوير

  • “شراع” و”إمارات” يوقعان مذكرة تفاهم لدعم الشركات الناشئة والاستثمار وريادة الأعمال

  • مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجموعة “ألف”، لدعم رؤية الإمارة في تحقيق النمو المستدام والابتكار

  • المجلس يستعرض قصص نجاح شركات رائدة بالشارقة في تحقيق النمو والاستدامة والتنافسية 

الشارقة، 9 مارس 2025

بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، استعرض مجلس الشارقة الرمضاني 2025، الذي يُقام تحت شعار “الشارقة: تشكيل المستقبل، تمكين النمو”، آفاق تطوير القطاعات الاقتصادية في الإمارة، مع التركيز على القطاع الصناعي باعتباره واحداً من أهم محركات النمو وعنصراً بارزاً من عناصر التنويع الاقتصادي، ومناقشة دوره في تعزيز الإنتاج والتنافسية على المستويين الإقليمي والمحلي.

وجاء المجلس، الذي عقد في منطقة مليحة بالشارقة، بتنظيم مشترك من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، ومركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بحضور الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وعدد من المسؤولين في الهيئات الحكومية، والخبراء والمتخصصين في قطاعات الاستثمار، والسياحة، والتصنيع، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال.

وشهد المجلس توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، والثانية بين “شراع” ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (امارات)، إلى جانب مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجموعة “ألف”. وتهدف تلك المذكرات إلى تعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال في الشارقة من خلال توفير التسهيلات والحوافز في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ودعم رواد الأعمال عبر التمويل وبرامج تطوير الشركات الناشئة، إضافةً إلى توسيع فرص التوسع في الأسواق عبر شراكات استراتيجية.

كما تناول المجلس استراتيجيات تطوير قطاع التصنيع بهدف تحليل الفرص والتحديات، واستعراض النماذج الرائدة وقصص النجاح التي تعزز دور الشارقة المتنامي في المشهد الصناعي الإقليمي والعالمي، حيث تحتضن الإمارة ما نسبته 35% من حجم القطاع الصناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي كلمتها الافتتاحية للمجلس، قالت الشيخة بدور القاسمي: “يعتمد مستقبل الشارقة على قدرتنا على دمج الابتكار مع الاستدامة بشكل مدروس، مع ضمان أن يكون تراثنا مصدر إلهام لتقدمنا وليس قيداً عليه. ويجسّد المجلس الرمضاني هذا الالتزام، إذ يمثل مساحة حيوية للحوار نستكشف فيها سُبل النمو الشامل. كل شراكة نؤسسها وكل فكرة نشاركها تقرّبنا من الوصول إلى مستقبل يراعي قيمنا، ويدعم رواد الأعمال، ويرسخ المرونة الاقتصادية المستدامة لمصلحة الأجيال القادمة”.

الشراكات الاقتصادية جسور الوصول لأسواق العالم

وسلّط معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، الضوء على المكانة الاقتصادية البارزة التي حققتها دولة الإمارات عالمياً، مشيراً إلى شبكتها الواسعة من الشراكات والاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مختلف القطاعات.

وقال: “تفتح اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) آفاقاً جديدة أمام المصنّعين في الشارقة، مما يجعل التجارة محركاً أكثر تأثيراً في اقتصادنا. ومع ربط أسواقنا بالاقتصادات الناشئة في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، فإننا نوسع نطاق أعمالنا بشكل كبير ونساهم في تشكيل نظام تجاري عالمي قوي. بالفعل، وإننا نشهد اهتماماً عالمياً متزايداً بالشارقة، حيث تواصل جذب الشركات من مختلف أنحاء العالم. ومن خلال الاستفادة من هذه الاتفاقيات، يمكن للمصنّعين في الإمارة الوصول إلى أسواق جديدة، وتنويع صادراتهم، وتعزيز مكانتهم في طليعة التجارة العالمية.”

الشركات الخاصة عمود فقري للاقتصاد

وفي حديثه حول اللجنة العليا للتكامل الاقتصادي في الشارقة، استعرض الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة ورئيس اللجنة، المبادرات الهادفة إلى تعزيز النمو الصناعي، والاستدامة، وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارة.

وقال الشيخ فاهم القاسمي: “اقتصاد الشارقة يحقق أداءً متميزاً، ويتطور بوتيرة لافتة، حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي أكثر من 145 مليار درهم، متجاوزاً المتوسط العالمي بنسبة 3.5% ويشكل قطاع التصنيع اليوم نحو 17% من اقتصادنا، إلى جانب التطورات الكبيرة التي نشهدها في مجالات الزراعة والعقارات. ونحن فخورون للغاية بالشركات التي اختارت الشارقة موطناً لها، وخاصة في القطاع الخاص، الذي كان العمود الفقري لاقتصادنا لأكثر من عقد من الزمن، وهو ما أثمر اختيار شركات عالمية كبرى للاستثمار في الشارقة، مثل هاليبرتون وأمازون”.

الاستدامة داعماً النمو الاقتصادي

من جهته، سلّط سعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، الضوء على جهود الهيئة في دمج الاستدامة ضمن مشاريع السياحة والضيافة، لدعم النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. 

وقال: “نلتزم في “شروق” بتحقيق أهداف الاستدامة في الشارقة، انطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأنها حجر الأساس لمستقبل الإمارة، حيث تسهم جهودنا في الحفاظ على التراث الثقافي مع تلبية متطلبات السياحة الحديثة. ومع استمرار النمو في قطاع السياحة وزيادة أعداد نزلاء الفنادق، أثبتت السياحة المستدامة دورها المحوري في تنويع الاقتصاد وتعزيز نموه”.

الشارقة.. وجهة مثالية للاستثمارات الصناعية

من ناحيته، سلّط سعادة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب “استثمر في الشارقة”، الضوء على المبادرات التي أطلقتها الإمارة لجذب الاستثمارات الصناعية، وتوفير بيئة داعمة تمنح الشركات ميزات تنافسية. 

وقال المشرخ: “بدأت مسيرة التصنيع في الشارقة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتطورت إلى منظومة صناعية مزدهرة، حيث أصبح قطاع التصنيع اليوم ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، إذ تمتلك الشارقة 20 منطقة صناعية، و7 مناطق حرة، وأكثر من 2,900 مصنع، ما جعلها وجهة استثمارية رئيسية يستقطب قطاعها الصناعي استثمارات كبيرة بلغت 826.4 مليون درهم في عام 2024 وحده. وتشمل الاستثمارات الحديثة ثلاثة مصانع أدوية جديدة بقيمة 308.7 مليون درهم، واستثماراً بقيمة 50 مليون درهم من شركة PureGlass العالمية لصناعة الزجاج، واستثماراً بقيمة 40 مليون درهم من IPT Energy، مما يعكس جاذبية الشارقة والتزامها بالابتكار والنمو المستدام”. 

دعم رواد الأعمال وتعزيز بيئة الابتكار

وتحدثت سعادة سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لـ”شراع”، عن المساهمة الفاعلة التي يقدمها مركز الشارقة لريادة الأعمال. وحول أهمية المجلس قالت: “يُجسد المجلس الرمضاني تجمعاً سنوياً يعكس رؤية إمارة الشارقة الراسخة في رسم ملامح المستقبل عبر الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتمكين بيئة مزدهرة للفرص والنمو. ونحتفي اليوم بما حققته منظومتنا الريادية من إنجازات، ونستشرف مستقبلاً يقوده رواد الأعمال بفكرهم الطموح وتأثيرهم المستدام. 

وأضافت: “في شراع، نؤمن بأن الاستثمار في العقول المبدعة، وتوفير الموارد، والمساحات الداعمة والمجتمع الحاضن، هو الأساس لازدهار بيئة ريادية. ونسعى نحو ترسيخ مكانة إمارة الشارقة كمركز عالمي للمواهب والابتكار والنمو المستدام”.

شراكة بين البحث والتطوير والقطاع الخاص

بدوره، أكد سعادة حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، أن المجمع يلعب دوراً محورياً في تعزيز التعاون بين مؤسسات البحث والتطوير والقطاع الخاص، بما يسهم في تمكين الابتكار الصناعي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة. وقال المحمودي: “يُعد المجمع منصة عالمية تجمع بين الأكاديميين والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، من خلال مبادرات تدعم البحث والتطوير، وتنمية المهارات، وتوظيف التكنولوجيا في بناء الشركات. كما أن المجمع يعمل بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والجهات المعنية للاستفادة من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، بهدف تسهيل نقل التكنولوجيا وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات”.

مذكرات تفاهم لدعم تطوير الأعمال

وتضمنت فعاليات مجلس الشارقة الرمضاني توقيع مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، والتي وقعها كل من سعادة محمد جمعة المشرخ، وسعادة حسين المحمودي، بهدف إطلاق منصة “ابتكر في الشارقة”، وهي بوابة رقمية توفر التسهيلات والحوافز في مجالي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، كما تمنح المنصة نظرة شاملة على الفرص البحثية والتقنيات المتاحة، مما يساعد الباحثين والمبتكرين على الوصول إلى الموارد، واستكشاف البنية التحتية والمختبرات والمرافق البحثية في الشارقة، لتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للبحث والتطوير والابتكار الصناعي. 

كما شهد المجلس توقيع مذكرة تفاهم بين مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (امارات)، ووقعها سعادة سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي، وعلي خليفة الشامسي، المدير التنفيذي لمؤسسة (إمارات)، بهدف تسهيل وصول الشركات الناشئة إلى التمويل والفرص الاستثمارية، وتعزيز برامج ريادة الأعمال والابتكار. 

وتشمل الاتفاقية إطلاق برامج لبناء القدرات الريادية، ودعم الشركات الناشئة في القطاعات ذات الأولوية مثل التكنولوجيا التعليمية والاستدامة والصناعات الإبداعية، إلى جانب توفير جوائز نقدية ومنح لرواد الأعمال، وتسهيل فرص التوسع في الأسواق عبر شراكات استراتيجية، كما ستعمل “شراع” على تقديم ورش تدريبية لموظفي “امارات”.

كما وقّع كل من سعادة محمد جمعة المشرخ وعيسى عطايا، الرئيس التنفيذي لمجموعة “ألف” مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجموعة “ألف”، لدعم رؤية الإمارة في تحقيق النمو المستدام والابتكار، وتعزيز دورها في تطوير قطاع العقارات. وتهدف الشراكة إلى إبراز الفرص الواعدة في سوق العقارات بالتملك الحر، الذي يشهد نموًا متسارعًا في الشارقة.

الشارقة بيئة حاضنة لقصص نجاح عالمية

وشهد مجلس الشارقة الرمضاني استعراض قصص نجاح شركات اختارت الشارقة مقراً لأعمالها، حيث أوضح أصحابها أن قرارهم جاء نتيجة لما توفره الإمارة من بيئة اقتصادية داعمة، وموقع استراتيجي يتيح الوصول إلى الأسواق العالمية، إضافةً إلى الحوافز الاستثمارية، والمرونة التنظيمية، والبنية التحتية المتطورة. كما أشاروا إلى أن التسهيلات الحكومية وتوافر الأراضي الصناعية لعبت دوراً أساسياً في تمكين شركاتهم من التوسع وتعزيز تنافسيتها، مما جعل الشارقة مركزاً جاذباً للابتكار والاستدامة في مختلف القطاعات.

ويعكس اختيار مليحة لاستضافة المجلس التكامل بين التراث والتنمية، إذ تحتضن المنطقة آثاراً تعود إلى آلاف السنين، بينما أصبحت اليوم نموذجاً للتحول الاقتصادي والاستثماري المستدام. وتضم مليحة مشاريع استراتيجية تعكس هذا التطور، من بينها مزرعة القمح والألبان، التي تجسد رؤية الشارقة في تحقيق الأمن الغذائي وتطوير استثمارات مستدامة في قلب بيئتها الصحراوية.

-انتهى-

LEAVE A REPLY