مسؤولون: حضور الشارقة ضيف شرف “معرض الرباط الدولي للكتاب” تجلٍّ أصيل لوحدة الرسالة وتشابك المصير العربي

الشارقة، 17 إبريل 2025،

أجمع رؤساء ومديرو مؤسسات ثقافية من إمارة الشارقة، مشاركون ضمن جناح الإمارة “ضيف الشرف” في الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، على أن المشاركة تمثل محطة استراتيجية في تعزيز الحضور الثقافي الإماراتي على الساحة العربية والدولية، وتفتح آفاقاً جديدة للتكامل والتعاون بين المشهدين الثقافيين الإماراتي والمغربي.

ويضم جناح الشارقة، الذي تُشرف على تنظيم فعالياته هيئة الشارقة للكتاب، أكثر من 18 مؤسسة ثقافية، فيما تترأس وفد الإمارة الرسمي إلى المعرض الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة الهيئة، ضمن مشاركة نوعية تهدف إلى تسليط الضوء على المنجز المعرفي للإمارة، وبناء شراكات فكرية ومؤسساتية مع جهات ثقافية مغربية وعربية وعالمية.

وحول أهمية هذه المشاركة وتأثيرها على العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية، قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة: “إن الحضور الثقافي للشارقة في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، ليس مجرد مشاركة رسمية، بل هو تعبير عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، وتجسيد لوحدة المصير الثقافي العربي، الذي تنسجه إمارة الشارقة بخيوط من الوعي والمعرفة والانفتاح”.

وأضاف: “إننا في دائرة العلاقات الحكومية نؤمن بأن الثقافة هي لغة الشعوب، ورسالة الدول، وجسر راسخ لتعزيز العلاقات الدولية، ومشاركتنا في هذا الحدث تمثل التزاماً ثابتاً بتقوية الروابط الاستراتيجية بين الشارقة والمؤسسات الثقافية في الوطن العربي، بما ينعكس إيجاباً على التعاون الثنائي، ويعزز من الدور الحضاري للثقافة في بناء المجتمعات”.

بدوره قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: “إن تتويج الشارقة ضيف شرف الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، يجسّد على أرض الواقع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه بناء مشروع ثقافي عربي تتكامل فيه الجهود وتلتقي فيه القيم؛ فالرباط والشارقة، بما لهما من مكانة تاريخية في ترسيخ الوعي الثقافي والمعرفي، تلتقيان اليوم على أرضية واحدة تعزز من وحدة الخطاب الثقافي العربي، وتفتح آفاقاً جديدة للتبادل الإبداعي بين المشرق والمغرب”.

وأضاف: “تؤكد هذه المشاركة، التي تحظى برئاسة ومتابعة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، حرص الإمارة على تقديم نموذج متكامل للشراكة الثقافية، يربط بين المؤسسات ويعزّز من حضور الكتاب العربي في المحافل الدولية، ويوسّع من دوائر التأثير التي تسهم في ترسيخ الثقافة كقوة فاعلة في التقارب بين الشعوب”.

مصافحة بين المشرق العربي ومغربه

وقال الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: “تحل الشارقة ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، ممثلةً واجهة ثقافية رائدة تحتل موضع الصدارة على صعيد معارض الكتاب الدولية، وعلى صعيد الحراك الثقافي الذي يتجسد في عدد المؤسسات الثقافية التي تحتضنها الإمارة بتنوع تخصصاتها واهتماماتها”. 

وأضاف العميمي: “تكتسب هذه الاستضافة، التي يصاحبها مشاركة إبداعية لعدد من الأدباء الإماراتيين عبر برنامج ثقافي زاخر بالتنوع الفكري والثقافي، أهمية خاصة؛ إذ تشكِّل مصافحة مهمة بين المشرق العربي والمغرب العربي، حيث لكل منهما مكونه الثقافي والفكري الخاص به، وعلى الرغم من ذلك فهما يلتقيان من كثير من المكونات. كما أن الأعمال الإبداعية للكتاب الإماراتيين التي تمت ترجمتها إلى اللغة الأمازيغية، تشكل جسر تواصل جديد لنقل صوت المبدع الإماراتي إلى لغة قديمة وعريقة”.

الشارقة تعزز حضورها الثقافي عبر مشاركتها في معرض الرباط للكتاب

من جانبه، أكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن مشاركة المعهد في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط 2025، حيث تحل الشارقة ضيف شرف، تعكس التزام الإمارة المستمر في دعم الثقافة العربية وتعزيز حضورها على الساحة الدولية، مضيفاً أن هذه المشاركة تمثل فرصة فريدة لتسليط الضوء على غنى التراث الإماراتي والعربي، وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.

وأوضح سعادته أن مشاركة المعهد في هذا الحدث الرفيع ليست فقط تكريمًا لتراثنا، بل هي رسالة للعالم أجمع بأن الثقافة هي المحرك الأساسي لبناء الجسور بين الأمم والشعوب، قائلاً: “نأمل أن تكون هذه المشاركة منصة حوار استثنائية، تساهم في تعزيز مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة العربية والعالمية، ولتكون محطة جديدة في مسار تبادل المعرفة والإبداع بين العرب والعالم”.

لحظة ثقافية تؤكد ارتباط الأمة العربية

بدوره، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة: “تمثل مشاركة مجمع اللغة العربية بالشارقة في هذا المحفل الثقافي العربي امتداداً لرسالة تؤمن بأن المغرب العربي ومشرقه جناحان حلقت بهما الحضارة العربية والإسلامية إلى مشارق الأرض ومغاربها. وإننا في المجمع، وإذ نُحيي هذه اللحظة الثقافية العميقة على أرض الرباط، نؤكد أن اللغة العربية التي وحدتنا، لا تزال الرابط الأقوى بين أبناء الأمة، وأن حضور الشارقة في المغرب هو تجلٍّ أصيل لوحدة الرسالة، وتشابك المصير، وإيمان مشترك بأن اللغة والثقافة هما طريقنا نحو المستقبل”.

تقدير المجتمع الثقافي الدولي لدور الشارقة في دعم صناعة الكتاب

من جهته، أعرب سعادة راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، عن فخره بتكريم الشارقة كضيف شرف في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، مشيراً إلى أن هذا التكريم يؤكد مكانة الإمارة الرائدة كمركز ثقافي عالمي، ويعكس تقدير المجتمع الثقافي الدولي لدورها المحوري في دعم صناعة الكتاب وتعزيز الحوار بين الثقافات تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. 

وأضاف: “تمثل مشاركتنا ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف في المعرض محطةً مهمة في مسيرتنا لدعم صناعة النشر الإماراتية وتعزيز حضورها على الساحة الدولية. وتعكس هذه المشاركة التزامنا بتوطيد جسور التعاون الثقافي مع أشقائنا في المغرب والعالم العربي، وفتح آفاق جديدة أمام الناشرين الإماراتيين للتفاعل مع نظرائهم واستكشاف فرص توسيع دائرة انتشار الكتاب الإماراتي. ونتوجه بالشكر إلى هيئة الشارقة للكتاب على هذا الدور الرائد في حمل رسالة الثقافة الإماراتية إلى العالم”.

التزام ببناء جسور معرفية بين الثقافات

وقالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، ورئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “تأتي مشاركة بيت الحكمة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط لتجسّد التزامنا ببناء جسور معرفية بين الثقافات، وإبراز الدور المحوري للمراكز الثقافية في دعم الحوار والتبادل المعرفي. ومن خلال مشاركتنا، سنحتفي بأدب الرحلات وبالتراث الأدبي الذي يجمع بين الرحّالة والمؤرخين والجغرافيين الإماراتيين والمغاربة، وفي مقدمتهم ابن ماجد، وابن بطوطة، والإدريسي، لنقدّم تجربة ثقافية متكاملة تتيح للزوار التفاعل مع مفاهيم جديدة للقراءة، والاستكشاف، والتعلّم، وتحتفي في الوقت ذاته بكل أشكال التعبير المعرفي والإبداعي”.

وأضافت: “يُشكّل حضور المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في المعرض، امتداداً لرؤية الشارقة في دعم أدب الأطفال واليافعين، وتسليط الضوء على المواهب العربية الناشئة في هذا المجال، ونحن فخورون خلال هذه المشاركة بتقديم الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي المقدمة من (إي آند)، والتي تهدف إلى الاحتفاء بأفضل الإنتاجات الأدبية الموجهة للأطفال، وتحفيز الكتّاب والرسامين والناشرين على تطوير محتوى يلامس وجدان الطفل العربي ويواكب تطلّعاته. وسنحرص أثناء حضورنا في المعرض على تعزيز الشراكات الثقافية، والترويج لمبادراتنا التي تسهم في جعل الكتاب أداة للتفاهم والتقارب بين الأجيال والمجتمعات”.

تجربة إماراتية رائدة في حفظ حقوق المبدعين ودعمهم

بدورها، قالت مجد الشحي، مديرة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ: “تأتي مشاركتنا في برنامج الشارقة ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط 2025، لتعكس التزام جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ بنشر ثقافة احترام حقوق المؤلف، وتعزيز الوعي بقضايا حقوق النسخ على المستوى العربي والدولي، ومن خلال جناح الجمعية والجلسات النقاشية، نسلّط الضوء على التجربة الإماراتية الرائدة في حفظ حقوق المبدعين ودعمهم، وتجربة الجمعية في حماية المصنّفات الإبداعية، وتبادل التجارب مع المؤسسات المعنية، وبناء شراكات فعّالة تُسهم في تطوير منظومة الحقوق الفكرية، بما يخدم المبدعين ويعزز مناخ الابتكار”.

وأضافت: “تمثّل هذه المشاركة فرصة لتقريب المفاهيم القانونية المرتبطة بحقوق النسخ من الجمهور العام وصنّاع المحتوى، إذ نؤمن بأن حماية الحقوق ليست مسؤولية قانونية فحسب، بل ثقافة مجتمعية يجب ترسيخها، ونعتز بكوننا جزءًا من هذا الحدث الثقافي العربي الكبير، الذي يجمع بين الإبداع والمعرفة والتعاون المشترك”.

 

دعم المشهد الثقافي والمعرفي العربي من خلال المكتبات والمعلومات

أكد فهد علي المعمري، رئيس جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، أن مشاركة الجمعية في برنامج الشارقة “ضيف شرف” الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، تنطلق من رسالتها في دعم المشهد الثقافي العربي، وترسيخ دور المكتبات كمراكز حيوية للمعرفة والتواصل الحضاري. وأوضح المعمري أن البرنامج الذي تشارك فيه يتضمن سلسلة ندوات متخصصة تسلط الضوء على قضايا محورية في قطاع المكتبات والمعلومات، من أبرزها: تاريخ المكتبات المغربية، ودور خزائن المخطوطات بوصفها ذاكرة علمية للأمة، إلى جانب جهود حصر وإتاحة المخطوطات العربية.

وأضاف أن الجمعية تسعى من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الخبرات المهنية، حيث تتناول الندوات أيضاً موضوعات حيوية مثل دور الجمعيات المهنية في تنمية القطاع الثقافي، وأهمية المكتبات الرقمية في دعم البحث العلمي، فضلاً عن تقديم قراءة تحليلية في مخطوطة تراثية نادرة في علم الصيد، تعكس عمق الإرث المعرفي العربي، وشدد على أن الجمعية تؤمن بأن تطوير المكتبات وفق متغيرات العصر، واستثمار التقنيات الحديثة، يشكلان محوراً أساسياً في دعم المبدعين والباحثين، وتكريس ثقافة البحث والمعرفة، بما يعزز من مكانة المكتبات كحاضنات للتراث وأدوات لتقدم المجتمعات.

من جانبه، قال الدكتور علي المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي: “تشارك دارة الدكتور سلطان القاسمي في برنامج الشارقة ضيف شرف الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، بمحتوى تاريخي يتضمن مجموعة من الخرائط التاريخية الخاصة بتاريخ منطقة الخليج العربي من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة، تمثل التطور في علم طباعة الخرائط خلال فترات تاريخيّة متعددة، وتتضمن المشاركة محاضرة بعنوان (الجانب التاريخي لدارة الدكتور سلطان القاسمي)”.

الثقافة والإبداع على خريطة الأسرة

أكدت صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن مشاركة المكتب ضمن برنامج الشارقة “ضيف شرف” في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط تعكس الإيمان العميق بدور الثقافة في بناء وعي الأسرة وتعزيز حضورها في المشهدين الإبداعي والاجتماعي.

وأوضحت أن الندوة التي يقدمها المكتب تحت عنوان “الثقافة والإبداع على خريطة الأسرة” تسلط الضوء على تجربة فريدة لمؤسسة اجتماعية كبرى توظف الثقافة كأداة محورية في التوعية المجتمعية، وفي مختلف الإدارات التابعة للمجلس، مؤكدة أن الثقافة ليست نشاطاً مكملاً بل جزء أصيل من العمل المؤسسي المعني بالأسرة.

وأضافت أن المكتب ينظم كذلك لقاءً تفاعلياً بين الكاتبات الإماراتيات والمغربيات ضمن مبادرة “صالون الشارقة الثقافي”، بعنوان “نون الكتابة”، بهدف تعزيز الحوار النسائي العربي حول قضايا الإبداع النسوي، ومناقشة الموضوعات التي تتناولها الكاتبة العربية ومدى ارتباطها بالواقع، مؤكدة أهمية هذا النوع من الحوارات في بناء جسور فكرية بين المبدعات في المشرق والمغرب.

وسام فخر يُضاف لرصيد الشارقة

كما صرح سعادة محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: “تشكل مشاركة الشارقة كضيف شرف في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط 2025 وسام فخر جديد يُضاف إلى رصيد الإمارة من التقدير الدولي وتتويجاً للمشروع الثقافي والحضاري الذي أرسى دعائمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وانطلاقاً من هذا الحضور المشرف، تضطلع هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بدور محوري في تغطية الحدث، عبر فرقها الإعلامية المتخصصة التي ستواكب فعاليات المعرض وتُبرز مشاركة الشارقة الاستثنائية من موقعها كضيف شرف. وتسعى الهيئة إلى نقل الصورة المتكاملة للمشهد الثقافي من الرباط إلى جمهورها المحلي والدولي تأكيداً على عمق العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية”.

علاقات ثقافية وثيقة مع المملكة المغربية الشقيقة 

وحول مشاركة الشارقة ضيف شرف المعرض، قال محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة ورئيس وفد دائرة الثقافة: “إن استضافة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط تُجسّد عمق العلاقات الثقافية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب، كما تترجم ضيافة الشرف أهمية مشروع الشارقة الثقافي، الذي يأتي تحت رعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ يعزّز سموّه المشروع برؤى ثقافية وفنية لها حضورها المحلي والعربي والعالمي”.

وأضاف محمد القصير: “تأتي مشاركة دائرة الثقافة في المعرض، تأكيداً على الدور الثقافي البارز للشارقة، والتفاعل الحيوي مع كافة الساحات الثقافية العربية، ومنها معارض الكتب”، لافتاً إلى أن مشروع الشارقة الثقافي، حقّق، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، صورة حضارية مشرقة، مؤكداً “على مدى أربعة عقود، تبلورت مفاهيم المشروع الحضاري المتعددة ليمتد عربياً وعالمياً”.

مكانة الشارقة الثقافية في العالم

من جانبه، أوضح مهند أبوسعيدة، مدير منشورات القاسمي، أن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط 2025، وهو من أبرز معارض الكتب التي تعد مرجعاً للثقافة في إفريقيا والمنطقة العربية، لهو دليلٌ واضح على مكانة الشارقة الثقافية في العالم، وتقديرٌ لمنزلة الشارقة المعرفية في المشهد الثقافي، وانعكاسٌ للأثر الحضاري والتأثير الفكري الذي تصنعه الشارقة في الوسط العلمي، واحتفاءٌ ثقافي معرفي بالمشروع الثقافي للشارقة، وما يشكل إضافة جديدة إلى سجل الإمارة الحافل بالمنجزات.

وقال أبوسعيدة: “لا عجب في ذلك، فقد أضحت الشارقة بفضل الله تعالى أولًا، ثم برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، منارة علمية حاضنة للعلم والمعرفة، وموئلاً للثقافة، ومصدر إشعاع علمي مشهود له بالتميز، وتأتي هذه المشاركة في إطار ترسيخ الروابط الثقافية وتعزيز أواصر التعاون الثقافي والفكري بين الشارقة ودول العالم العربي، وفرصة للحوار بين المشرق والمغرب بكامل تنوعه الثقافي والحضاري، وتعميق علاقات تاريخية قوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، وهذا الاختيار يعكس متانة وعمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين، حيث يجمع المغرب بين عمق التراث العربي الإسلامي وتأثيرات الفكر الإنساني العالمي، ما يضيف إثراءً للتجربة الثقافية بين البلدين”.

 

التزام بتعزيز البحث العلمي والإسهام الفكري على مستوى المنطقة

وقال الدكتور تود لورسن، مدير الجامعة الأميركية في الشارقة: “تعكس مشاركتنا في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، ضمن وفد إمارة الشارقة، التزام الجامعة الأميركية في الشارقة بتعزيز البحث العلمي والإسهام الفكري على مستوى المنطقة. ونحن نسلط الضوء، من خلال مشاركتنا أكثر من 30 إصداراً لأعضاء هيئتنا التدريسية في مختلف التخصصات، على غنى إنتاجنا الأكاديمي وعمق تأثيره. كما نفخر بأن نكون جزءاً من رؤية الشارقة الثقافية، وأن نسهم في ترسيخ حضورها العالمي عبر قوة المعرفة والتبادل الفكري”. 

نشر الأعمال الأدبية العربية وتعزيز حضورها على الساحة العالمية  

بدوره، قال تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة الأدبية: “تأتي مشاركتنا في برنامج الشارقة ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط تجسيداً لرؤيتنا ورسالتنا في ترسيخ الأدب على الصعيد الإقليمي، ونشر أبرز الأعمال الأدبية العربية وتعزيز حضورها على الساحة العالمية، من خلال إبرام الشراكات والاتفاقيات مع نخبة من المؤسسات الثقافية العالمية، ممهدين الطريق أمام الجمهور العالمي للتعرف على الأدب العربي واستكشاف جمالياته وثرائه، مؤكدين على دور إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق ذلك”.

وأضاف سعيد: “يستكمل حضورنا في هذا المعرض برنامج مشاركتنا في كبرى معارض الكتب الدولية التي تحتفي بالثقافة وتجسد التواصل والحوار والتفاهم على أرض الواقع، والتي حققنا خلالها إنجازات تمثلت باستقبال عشرات طلبات حقوق الترجمة والنشر والتوزيع من جميع أنحاء العالم”.

حلقة وصل بين الثقافة العربية والغربية

من جهته، أكد سيف السويدي، مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، أن مشاركتهم تسلط الضوء على ما تقدمه الإمارة من بنية تحتية وخدمات متكاملة للناشرين الدوليين، تعزز من حضورهم في أسواق المنطقة وتفتح أمامهم فرصاً جديدة للتوسع. مشيراً إلى أن المغرب يحظى بمكانة محورية في صناعة النشر العربي، لما يتميز به الكتاب المغربي من خصوصية فكرية وأدبية جعلته محل تفضيل القرّاء في العالمين العربي والغربي؛ إذ يمثل الجسر الثقافي الذي يصل بين الحضارة العربية الإسلامية والثقافة الغربية، ويعكس عمق التفاعل الحضاري الذي تميز به المغرب عبر تاريخه.

التغلب على التحديات التي تواجه الناشرات 

كما تقدّم “ببلش هير”، المبادرة العالمية التي أسستها الشيخة بدور القاسمي لدعم وتمكين المرأة في مجال النشر، جلستين تفاعليتين في جناح الشارقة. تقام الجلسة الأولى تحت عنوان “مواجهة التحديات: تجارب المحررات والمؤلفات والناشرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، والثانية بعنوان “النساء في الترجمة: من أجل وصول أدبي أكثر تنوعاً”، حيث تسلّط الجلستان الضوء على التحديات التي تواجهها النساء العاملات في صناعة النشر بالمنطقة، والاستراتيجيات العملية للتغلّب على العوائق، وفرص الوصول، وتعزيز الأصوات الأدبية المتنوعة على الصعيد الدولي.

-انتهى-

LEAVE A REPLY