الإمارات تستضيف أول مؤتمر دولي للطب الوراثي في منطقة
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
دبي – في إنجاز علمي وطبي نوعي، احتضنت دولة الإمارات العربية المتحدة أول مؤتمر دولي تنظمه الجمعية الطبية الوراثية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA MGA)، بمشاركة أكثر من 200 طبيب وخبير من 40 دولة، بهدف استعراض أحدث ما توصل إليه الطب الوراثي والطب الدقيق من تشخيصات وعلاجات جينية مبتكرة.
ترأست المؤتمر البروفيسورة فاطمة الجسمي، عميدة كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات وأستاذة الوراثة الحيوية في مستشفى توام، والتي أكدت أن المؤتمر يمثل نقطة تحول في توحيد الجهود العلمية الإقليمية لمواجهة عبء الأمراض الوراثية المتزايد، خاصة في مجتمعات تعاني من ارتفاع معدلات زواج الأقارب. وأضافت أن من أبرز محاور المؤتمر تسليط الضوء على أهمية التشخيص المبكر واستخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأمراض النادرة، مشيرة إلى مشروع إماراتي رائد بالتعاون مع جامعة خليفة لتطوير نظام ذكي لتشخيص الأمراض الوراثية، يُعد الأول من نوعه على مستوى العالم.
ومن بين الدراسات اللافتة، قدم الدكتور نايف من المملكة العربية السعودية تحليلاً لأكثر من 1200 حالة إصابة بأمراض الميتوكوندريا، كشف من خلالها عن معدل وفيات تجاوز 50% في المنطقة، مقارنة بنسبة 14% فقط عالمياً، مما يعكس الخصوصية الجينية للمنطقة وضرورة تطوير حلول محلية قائمة على بيانات واقعية.
وفي السياق ذاته، أكد البروفيسور ماجد الفضل، نائب المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية ورئيس قسم الطب الوراثي في الرياض، أن المؤتمر يشكل انطلاقة لسلسلة لقاءات علمية سنوية ستُعقد في مدن مختلفة من المنطقة، مع خطط واضحة لتأسيس لجان متخصصة لتطوير إرشادات إقليمية وتفعيل برامج تدريب مستمرة للأطباء والعاملين في القطاع الصحي.
واختُتم المؤتمر بتوصية بضرورة تكامل الأدوار بين الأطباء والباحثين وصنّاع القرار، للحد من انتشار الأمراض الوراثية عبر برامج فعالة للفحص المبكر والزواج الآمن والتوعية المجتمعية. كما تعهدت الجمعية بنشر مخرجات وتوصيات المؤتمر عبر المنصات الرسمية ووسائل الإعلام المتخصصة لضمان وصولها إلى الجهات المعنية في المجتمع الطبي.
ويأتي هذا الحدث ليكرّس مكانة الإمارات والمنطقة الخليجية كلاعب رئيسي في تطوير الطب الوراثي عالمياً، مدعوماً بإرادة سياسية، واستثمارات استراتيجية في البحث العلمي، ورؤية طبية تسعى لتحويل الابتكار إلى حلول ملموسة تُحدث فرقاً في حياة المرضى والأسر المتأثرة