شعراء حول القصيدة في العصر الرقمي: لنترك نهر الشعر طليقاً

    0
    261

    خلال جلسة حوارية في “الشارقة الدولي للكتاب 42”

    الشارقة، 08 نوفمبر، 2023،

    ندوات تنطلق من الكتاب ومن مضامينه الثرية تقدمها الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تناقش مختلف الأصناف المعرفية، والأجناس الأدبية والفنية، منها جلسة حوارية تحت عنوان “الشعر في العصر الرقمي”، شارك فيها كل من شيلبي لي وهي شاعرة أمريكية، تلقب على منصات التواصل الاجتماعي بشاعرة الصحة النفسية، وهوشنك أوسي وهو شاعر وروائي سوري-كردي يكتب باللغتين العربية والكردية، وقدمتها الإعلامية علياء المنصوري.

    سياقات الشعر

    هوشنك أوسي، قال: “إن الشعر فضاء مفتوح يطور نفسه بنفسه وفق سياقات والبيئات التي يحيا فيها، فالشعراء في البادية ليسوا مثل الشعراء في المدينة، لذلك قد لا تنطبق على الشعر التعريفات التي تنطلق على بقية الأجناس الأدبية، لأن الشعر كفعل ذاتي تعبير عما يعتمل في النفس، والشاعر حين يكتب قد لا يفكر في المتلقي، وقت الكتابة، لكنه يحتاج إليه بعد خروج النص”.

    وحول منصات التواصل أكد أنها ساهمت في تعزيز حضور الشعر في المجتمعات، بسبب انحسار تلقي الشعر عبر الوسائط المألوفة، كما عززت هذه المنصات التواصل بين جمهور الشعر والنص الشعري.

    تجربة ذاتية

    وحول تجربته الشعرية أوضح هوشنك أنه يكتب باللغتين العربية والكردية، رغم أن لكل أدب خصائصه اللغوية، لهذا يحاول قدر المستطاع الكتابة انطلاقا من روح كل لغة، مشيراً إلى أن المتلقي يلاحظ هذه التقاطعات وحضور تلك الأصوات والثقافات المختلفة، لافتاً إلى أن الروح الشعرية تلامس المتلقي وهذا هو الهدف من الشعر بغض النظر عن  قالبه اللغوي.

    وحول العصر الرقمي واستخدامات الذكاء الاصطناعي أوضح أن الذكاء الإنساني الأصيل سيكون هو الأهم، وما سوى ذلك أدوات معينة، فالشعر سواء قرأناه على ألواح حجرية قديمة أو عبر أجهزة لوحية نبحث فيه عن الروح الإنسانية وتلك الصدقية في الشعور، وقال: “لذلك فلندع نهر الشعر طليقاً لأنه قائم على الفطرة، ولنترك موجات الذكاء الاصطناعي تفعل ما تشاء، فالشعر يحب الاحتمالات”.

    قلق شعري

    الشاعرة الأميركية شيلبي لي، قالت إنها تميل إلى الكتابة عن الذات والوحدة والقلق، حيث وجدت في الشعر شفاءَ ودواءً، بعد ابتعادها عن أسرتها بهدف الدراسة، وهذا ما حفزها على الكتابة وعزز ثقتها بنفسها.

    وحول الأثر النفسي لمواقع التواصل الاجتماعي قالت: “إنها كسلاح ذو حدين، يصيب مرتاديه بالإدمان القسري، والوقوع في فخ المقارنة الذاتية، والتعرض للتنمر أحياناً”، مشيرة إلى إنها مرت بكل هذه المشاعر والضغوط، وتحاول من خلال نصوصها تجاوز كل تلك الندوب.

    الإبداع مستمر

    وتابعت الشاعرة الأمريكية بأن “هذا العصر يتميز بأدوات جديدة كالذكاء الاصطناعي وهناك تخوف من تغولها ودخولها المجال الإبداعي، لكن الشعراء الخلاقين لن يتوقفوا، لذلك فالذكاء الاصطناعي لا يقلقني، لكن نحتاج أطر وتشريعات منظمة لهذه المجالات، وإن كان البعض بدأ يقلق على وظائف المستقبل، فأطمئنكم بأنه لن يعوض الشعراء ولن يستطيع أن يحل مكانهم.

    انتهى

    LEAVE A REPLY