روائيون: القراء تشدهم المخاوف وعلى الكاتب أن يجعلهم يتسمرون

    0
    208

    في جلسة عن أدب الجريمة بـ “معرض الشارقة الدولي للكتاب 42“

    الشارقة، 09 نوفمبر، 2023

    ندوات عديدة تشمل مختلف تفضيلات القراء واهتماماتهم، ضمن البرنامج الثقافي لفعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، منها جلسة بعنوان “ما وراء الستار” جمعت كلاً من كاتب السيناريو والروائي المصري أحمد مراد، والكاتبة الأمريكية دانييل تروسوني، والكاتب الإماراتي الشاب محمد المهيري، وأدارها الإعلامي الإماراتي وليد المرزوقي.

    توقف الكتّاب خلال الجلسة التي عقدت ضمن فعاليات “مهرجان الإثارة” الذي يقام بالتزامن مع المعرض، عند موضوع التشويق في أدب الجريمة، وأكدوا أن القراء تجذبهم المخاوف، وعلى الكاتب جعلهم يتسمرون ويقفون على أطراف أصابعهم، من خلال الأحداث والحكايات والحبكات المثيرة.

    نزوع بشري

    الكاتب أحمد مراد، صاحب روايات “فيرتيجو” و”تراب الماس” و”الفيل الأزرق” قال: “إن مهمة الرواية هي التوغل في النفس البشرية، وتقديم نماذج غير مثالية، لأن هذه هي مهمة الأدب، وتفهم نوازع الجريمة”، وأضاف”هذه النوازع موجودة في كل واحد منا، وإن كانت بنسب ودرجات مختلفة، فالإنسان هو الإنسان منذ عصر الكهوف حتى الآن، تحركه غرائز حب التملك والغيرة أحياناً، ولفهم نوازع البشر لابد من تقمص الشخصيات، حتى وإن كانت سيئة لفهم سلوكها”.

    وتابع أحمد مراد: “إن تنوع الألوان في شخصيات الرواية، وذلك والانتقال من الطيبة إلى الشر  أمر  مثير للقارئ، لذلك بناء الحبكة في رواية أدب الجريمة تختلف عن الفيلم، وتعتمد قواعد محددة تعتمد المفاجأة وتعدد الشخصيات، وعلى الكاتب أن يبحث عن ما يجعل القارئ يقف على أطراف أصابعه”، مؤكداً أن الفن يخرج طاقة ويقدم متعة، مضيفاً: “أنا لا أكتب لإصلاح المجتمع لأن الفن مهمته أن يصدمنا، كما على الرواية أن تزعجنا، وعندي 8 روايات ينتصر الشر في أغلبهم، لأن انتصار الخير ممل وساذج، وهذه هي قوة الأدب”. 

    ولع بالمخاوف

    كاتبة أدب التشويق دانييل تروسوني، تساءلت لماذا نحن مفتونين بالمخاوف والظلام؟ وأجابت من خلال تجربتها الشخصية أنها تربت في ظل رجل عاش الحرب الإمريكية الفيتنامية، ما جعلها تطرح العديد من الأسئلة، حول العنف وما فعله، وكيف يمكن للبشر أن يكونوا أشراراً وكيف يمكن أن يكونوا  طيبين، ولماذا ننتمي للظلام ولماذا نتعرف على الخوف عبر هذه الهواجس.

    وقالت: “لذلك كان أدب الجريمة الأداة الأولى لي للتعرف على هذه المخاوف واختبارها، والاقتراب من الشخصيات الروائية غير السوية، وفهم الغموض في تركيباتها النفسية وخلق التشويق من خلال كل ذلك، فالقراء يحبون هذا الأمر، بل تعجبهم بعض الشخصيات أحياناً ويتعاطفون معها، ويقعون في حبها بعد فتح الكتاب، وأنا كروائية علي تقديم الصيغة في شكل درامي واستمتع بذلك”.

    وأضافت: “إن البنية الروائية تختلف من كاتب لآخر، تماماً كما نمتلك جميعاً هياكل عظمية، لكن لكل منا شخصية مختلفة وخصائص فريدة، كذلك الرواية، حيث تختلف في البدايات والنهايات وطبيعة الغموض داخلها، فالأدب يستكشف تلك المناطق المظلمة في النفس البشرية، وجمالية الأدب تكمن في تلك القدرة على دخول عقل إنسان آخر والتفكير من خلاله في القصة”، موضحة، “أنا لم أكن يوماً قاتلة، لكن ابتدعت شخصيات مجرمة وتخيلتها، وغصت داخل عالم الجريمة، وهذه ميزة من ميزات الأدب،  كما كتبت رواية من وجهة نظر رجل، وأنا أنثى، وهذا التقمص للشخصيات لا يتيحه سوى الأدب”.

    غموض الواقع

    الكاتب محمد المهيري، الذي أصدر رواية بعنوان “غموض الواقع”، تحدث عن عمله الإبداعي والتقنيات التي استخدمها لإثارة القراء وتشويقهم، وذكر أن الكتاب عبارة عن مجموعة من الروايات والقصص الحقيقية، قدم فيها العالم المخفي لمعاناة الأطفال والمراهقين، بغض النظر عن الأمكنة والهويات، ويضع أمام الأسر اختبارات حقيقية لما قد يتعرض له الأبناء في فترات محددة من العمر.

    وأضاف المهيري: “حاولت في هذا الكتاب التحدث عن مشاعر الناس، عبر مجموعة متنوعة من الأحداث وضعت فيها نكهتي الخاصة، ووفق مقاييس محددة للفت انتباه القراء وجعلهم مشغولين بمتابعة القصة”. وحول الشخصيات قال: “إنها حقيقية، لكنه أضاف عليها أبعاداً أخرى وفق ما يقتضيه النص الروائي، وحسب مجريات الأحداث والوقائع”.

    – انتهى –

    LEAVE A REPLY