بدور القاسمي تضع قطاع النشر العالمي في قلب التنمية المستدامة
قادت الاتحاد الدولي للناشرين للعب دور أكبر في تطوير صناعة الكتاب
زادت حضور الناشرين العرب وأطلقت أكاديمية لدعم القدرات وعززت التعاون بين مجتمع النشر
الشارقة، 16 يناير 2023
كشفت إنجازات الاتحاد الدولي للناشرين خلال فترة تولي الشيخة بدور القاسمي رئاسته عامي 2021 و2022، وقبل ذلك نائبة للرئيس في عامي 2019 و2020، عن مرحلة مفصلية في مسيرته، ويظهر ذلك في عدد جمعيات الناشرين التي انضمت إليه، وعدد المبادرات النوعية التي شهدها قطاع النشر العالمي، والرؤية التي تبناها على مستوى التنوع والتعددية وتوسيع مساحة فعل الاتحاد والمجتمعات المستفيدة منه، إلى جانب مساهمته في وضع قطاع النشر ضمن ركائز محركات التنمية في عدد من البلدان والمجتمعات محدودة الدخل والفرص.
قدّمت الشيخة بدور القاسمي، خلال رئاستها للاتحاد الدولي للناشرين، نموذجاً استثنائياً في قيادة قطاع النشر العالمي ورسم ملامح مستقبله في فترة صعبة شكلت تحدياً ليس لصناعة الكتاب وحسب، وإنما لكل حكومات العالم، وتجسّدت في “جائحة كورونا”، فما أظهرته جهودها من نتائج نقلت الاتحاد من مرحلة التركيز على قطاعات النشر في البلدان المركزية، إلى اتحاد دوليّ بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيث نجحت في وضع بلدان مغيبة عن الحراك العالمي في مركز الاهتمام، وقدّمت أسواقها بوصفها الفرص المقبلة لصناعة الكتاب في العالم.
عززت حضور المرأة في قيادة قطاع النشر عالمياً
ومثّل تولى الشيخة بدور القاسمي لهذا المنصب العالمي الرفيع سبقاً بحد ذاته، فهي أول امرأة عربية وثاني امرأة على مستوى العالم تتولى رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين منذ تأسيسه في العام 1869، إذ نجحت في تغيير ليس ثقافة الاتحاد وحده بل والثقافة السائدة والأفكار النمطية حول المرأة في قطاع النشر، والنساء العربيات بشكل عام، ونجحت في تعزيز حضور المرأة بقطاع صناعة الكتاب، وأطلقت مبادرة “ببلش هير” لتكون منصة حاضنة للنساء الناشرات، وجاءت ثمار جهودها بنتائج مستقبلية، حيث ستخلفها في رئاسة الاتحاد للدورة المقبلة والدورة التي تليها سيدات قياديات في قطاع النشر، الأولى كاريني بانسا والثانية فانتسا جوبافا.
وجسدّت الشيخة بدور رؤيتها تجاه النساء، ليس من خلال ما قدّمته من نموذج عالمي قاد قطاع النشر في أصعب الأوقات وحسب، وإنما من خلال مشاركاتها في الملتقيات ومعارض الكتب الدولية وحواراتها الخاصة، إذ ظلت تؤكد أن النساء بحاجة للمساواة في الفرص ولا يحتجن المساواة مع الرجال في كل شيء، مطالبة بمزيد من التعاون والتضامن بين الناشرات لدعم تجاربهن والارتقاء بمسارهن المهني.
رسمت خطة إنقاذ برؤى واستطلاعات 33 اتحاد نشر محلياً حول العالم
نقلت الشيخة بدور القاسمي، التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على قطاع النشر من معوقات صعبة تهدد بتراجع حجم أسواق الكتاب في العالم وتعطل نموه وتطوره، إلى فرص كبيرة لوضع التصورات والمتغيّرات المستقبلية والمتوقعة، على أرض الواقع، فقد بدأت مسيرتها في الاتحاد بترسيخ مفهوم الشراكة بين الناشرين من مختلف الثقافات لتحديد التحديات والفرص التي ستتعامل معها لاحقاً.
وتجسّدت شراكة المجتمع الدولي للناشرين في العمل على تقرير: “من جهود التصدي للجائحة إلى التعافي منها 2020-2021″، وهو بمثابة استطلاعات رأي ودراسات حالة للتعرّف على آراء ممثلين عن صناعات المعرفة والكتاب، حيث تواصل فريق الاتحاد بقيادة الشيخة بدور القاسمي مع أكثر من 33 اتحاد نشر حول العالم، تمثل بمجملها نسبة 70% من سوق النشر العالمية أي نحو 90 مليار دولار أمريكي سنوياً، وتوزعت الاستطلاعات والاتصالات جغرافياً وفق النسب التالية: آسيا 40%، وإفريقيا 27%، وأوروبا والأمريكتين بنسبة 17% لكل منهما.
سعت الشيخة بدور القاسمي من التقرير إلى توفير قاعدة معرفية متنوعة ومرجعاً نظرياً للجهود العملية الهادفة إلى تعزيز مرونة واستدامة قطاع النشر، والتعلّم من التجربة العالمية الصعبة التي خاضها الناشرون، فجاءت النتيجة من خلال “الخطة العالمية لتعزيز استدامة صناعة النشر ومرونتها” – إنسباير – التي تم تطويرها بناءً على التقرير المبني على استطلاعات رأي الناشرين ورواد صناعة الكتاب والمعرفة في العالم.