“مجلّة مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة” تستعرض تحديّات “الفصحى” في عصر الإعلام

    0
    390

    صدور العدد الخامس بمشاركة نخبة من الأكاديميّين والخبراء 

    الشارقة، 17 يوليو 2023

    نشرت “مجلّة مجمع اللّغة العربيّة” بالشارقة” في عددها الخامس الصادر حديثاً عن “المجمع” عدداً من الدّراسات والبحوث والمقالات التي سلّطت الضوء على تحديّات الأجيال الجديدة في علاقاتها بالثّقافة والمعرفة، ودور الإعلام والصّحافة في تعزيز مكانة اللّغة العربيّة الفصحى بين الأوساط المجتمعيّة، وحاجة الوسط الطلابيّ إلى إعداد معجم تاريخيّ يُحدث نقلة نوعيّة في دراستهم لعلوم العربيّة وفهمهم لأبعاد معانيها وتاريخ استخدامها، انطلاقاً من التّجربة الرّائدة والنّتائج التي حقّقها مشروع “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة”. 

    وشارك في العدد الجديد من المجلّة نخبة من الأكاديميّين والمتخصّصين والكتّاب، من مختلف أنحاء الوطن العربيّ، حيث قدموا دراسات، ومقالات رأي، وأوراق بحثيّة، منها متخصّصة، وأخرى عامّة حول  الوضع الراهن للغة العربية، والمسارات الجديدة التي يمكن المضيّ بها لتعزيز علاقة الأطفال والشّباب بهويتهم اللّغويّة، وإعادة قراءة موروثها المعرفيّ والعربيّ والأدبيّ بصورة حيّة وجديدة.

    وفي افتتاحيّة المجلّة، وتحت عنوان: “ماذا يريد أبناؤنا؟ وماذا نريد منهم؟”، أكّد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عامّ المجمع، أهمّيّة اكتساب الشّباب للعلوم والمعارف لتحقيق سعادتهم وتفعيل دورهم في بناء مجتمعاتهم، مشيراً إلى أنّ تواصل الشّباب مع أهل الفكر عبر قراءة إصداراتهم يساهم في تشكيل مستقبلهم العلميّ والمهنيّ، ويشكّل دافعاً لهم لشقّ طريق الإبداع والتّطوّر والانفتاح على معارف وجماليّات الثّقافات الأخرى، دون التّخلي عن مبادئهم وتراثهم العربيّ الأصيل. 

    معجم تاريخيّ طلابيّ

    وطرح الدكتور أحمد فراج العجمي سؤالاً: “هل من سبيل إلى معجم تاريخيّ طلابيّ؟” موضّحاً أنّ الحاجة إلى معجم طلابيّ مدرسيّ، تنبع من النّجاح الذي حقّقه مشروع “المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة”، والذي تظهر أهمّيّته في تعزيز ربط الطّلاب بتاريخ لغتهم بأسلوب سهل يتجاوز صعوبة المعاجم التّقليديّة، مشيراً إلى أنّ أهمّيّة هذا النّوع من المعاجم في تيسير تعليم العربيّة وتنمية قدرات الطّلاب ومهاراتهم في فهم الألفاظ وتحليلها.

    وضمن دراساتها الأدبيّة، نشرت المجلّة بحثاً للدكتورة سمر الديوب، بعنوان “البصمة اللّغوية في أدب أبي حيّان التّوحيديّ”، استهدف من خلالها إثبات قدرة أبي حيّان المتميّزة على تقديم فكره الخاصّ في حواريّاته على لسان الطّرف الآخر، من خلال البصمة اللّغوية الخاصّة به، وإبراز تميّزه في حواراته الفلسفيّة.

     

    الإعلام في خدمة العربيّة

    وأكّد الدكتور صالح بلعيد، في مقالة بعنوان: “تحقيق رسالة الإعلام في حسن الأداء اللّغويّ”، أنّ الإعلام خدم اللّغة الفصيحة في كثير من جوانبها، ونقلها نقلة نوعيّة، بل عمل على تحبيبها والارتقاء بها، حيث أصبحت سهلة التّداول والفهم، وأنّه عزّز الوعي اللّغويّ والإحساس بأهمّيّة العربيّة الفصيحة في اللّغة الإعلاميّة، داعياً الصحفيّين إلى مراعاة قواعد اللّغة الفصيحة وقواعدها المبسّطة، وعدم الاعتماد على العامّيات في الخطاب الإعلاميّ.

    وحول “روابط التّركيب وأثرها في المعنى داخل النّص القرآنيّ” كتب الدكتور السّيد أحمد عبد الرّاضي عن أهمية أهمّيّة ارتباط الألفاظ وفق النّظام النّحويّ للّغة في اتّضاح المعاني وفهمها الفهم الصّحيح، مع تطبيق تلك القاعدة على آيات من النّص القرآنيّ الكريم، مشيراً إلى أنّ الرّوابط اللّفظيّة، مثل الضمير واسم الإشارة والاسم الموصول، لها دور كبير في تماسك النّص العربيّ وخروجه بالشّكل الواضح للقارئ.

     

    “اقرأ”… فعل ثلاثيّ الأبعاد

    وتوقّفت الدكتورة بوخاري خيرة عند أهمّيّة الإعجاز اللّغويّ لفعل الأمر “اقرأ” وعلاقته بالصّوت الفيزيائيّ، مشيرة إلى أنّ هذا الفعل يمكن وصفه بأنّه ثلاثيّ الأبعاد في إعجازه الصّوتي والبيانيّ والبلاغيّ، فهو فعل سمعيّ بصريّ حركيّ؛ إذ تدلّ همزة الوصل في بدايته مع كسرتها على بداية مراحل الإنسان وقت الولادة، ثم يجاورها حرف القاف المنقوطة في أعلاها بنقطتين للدّلالة على القراءة بالعينين، ثم يتوسّطه حرف الرّاء الذي يتّصف بالتّكرار، فكما يتكرر الغذاء لبقاء الأجسام، كذلك لا بدّ من تكرار القراءة لتكون غذاء للأرواح والعقول.

    كما وتضمنت المجلّة عدداً من المقالات العلميّة والدّراسات اللّغويّة والمعجميّة، منها دراسة بعنوان “البحث الصّرفيّ في معاجم المعاني ودوره في صياغة المصطلح”، و”أصالة علم الأصوات عند علماء أصول اللّغة”، و”البلاغة العربيّة المفترى عليها”، و”البلاغة الجديدة وطرائق الإقناع”، و”العربيّة هويتنا”، و”المستشرقون وحقيقة الشّعر الجاهليّ”، و”التّعبير الرّياضي في البنية اللّغوية عند النّحاة”، إلى جانب عدد من القصائد الشّعرية، منها قصيدة مهداة من الدكتور امحمد صافي المستغانمي إلى المشاركين في “موسوعة التّفسير البلاغيّ البيانيّ” بعنوان “ألا أيها السِّفر الذي جلّ أمره”، وقصائد “سور الشارقة القديم”، و”رحلة إلى الذّات”، و”الرّيحان في حبّ الرّسول العدنان”، و”صخب الشّعور”، و”سيدة البيان”، و”من سيرة الغفران”، و”ابنة العرب”، و”عين في القلب”، و”قبلة على فم الضّاد”.

    وتجدر الإشارة إلى أنّ مجلّة مجمع اللّغة العربيّة بالشارقة مجلّة دوريّة تصدر مرّة كلّ ثلاثة أشهر، وتعنى بقضايا اللّغة العربيّة وآدابها، وتساهم في نشر الأبحاث المبتكرة والمواضيع اللّغويّة الجادّة.    

    -انتهى-

    LEAVE A REPLY